ماذا لو أخبرتك بأنه من الممكن من خلال الترفيه عن نفسك تستطيع تعلم اللغة الإنجليزية بكل سهولة.. هل ستصدقني؟
هناك مثل يقول (No Pain, No Gain) ومعناه لا ربح بدون الم . وأنك حتى تنجح بأي أمر لابد وأن تتعب وتواجه التحديات. ودائماَ ما يؤمن متعلمي اللغة بهذا الأمر، فتجدهم يقضون سنوات طويلة في تعلمها وللأسف (في الغالب) لا يستفيدون كثيراً.
لذلك عالم اللغويات البرفسور ستيفن كراشن يقترح عليك أن تتبع المثل القائل (No Fun, No Gain) والذي يعني اذا لم تستمتع، فإنك لن تستفيد.
ويخبرك بأن أفضل وأسرع طريقة لتعلم اللغة هي “القراءة الحرة التطوعية”.
- ماهي القراءة الحرة التطوعية؟
- شروط القراءة الحرة
- متطلبات القراءة الحرة
- أصبح روائي وشاعر بسبب القراءة فقط
- الفرق بين التعليم المباشر والقراءة الحرة التطوعية
- أسباب تجعل التعليم المباشر غير فعال في تطوير اللغة
- تأثير التعليم المباشر على الإملاء (Spelling)
- تأثير التعليم المباشر على المفردات (Vocabulary)
- تأثير التعليم المباشر على القواعد (Grammar)
- كيف أبد بالقراءة الحرة؟
- معلومات عن الكتاب
Table of Contents
Toggleماهي القراءة الحرة التطوعية؟
في كتابه الرائع “قوة القراءة“، عرف ستيفن كراشن القراءة الحرة التطوعية (Free Voluntary Reading) بأنها قراءة أي مكتوب ممتع لك كمتعلم، بغض النظر عن مستواه الأكاديمي أو الثقافي.
وبالطبع إذا كانت لغتك ضعيفة, فلن تستطيع اختيار الكتاب بنفسك. لذا من الأفضل لك ان تطلب المساعدة من بائع الكتب وتخبره بنوع المجالات التي تهواها (روايات، تاريخ، جغرافيا، قصص قصيرة، علم النفس،…..الخ) ومستواك اللغوي الحالي(مبتدئ-متوسط) ومن ثم تقوم باختيار المناسب لك من بين هذه الكتب.
شروط القراءة الحرة
يجب ان تتوفر بالكتاب شرطين مهمين: أولاَ ان يكون ممتعاَ للمتعلم. بمعنى إذا كنت تحب الروايات فعليك اختيار كتاب من هذا النوع فقط. والسبب في ذلك هو أنك ستواصل القراءة ولن تشعر بالملل وستكون متشوقا لإكماله. عكس لو (على سبيل المثال) اخترت كتاب في التاريخ واهتمامك علم نفس، فإنك بالغالب لن تستطيع اكمال الصفحات الأولى بسبب الملل.
بالنسبة لي، طورت لغتي الانجليزية من خلال قراءة الروايات وكتب تطوير الذات. واكتسبت اللغة منها بكل سهولة. وكانت العملية أفضل بكثير من سنوات الدراسة الطويلة.
والشرط الثاني من شروط القراءة الحرة هو ان يكون الكتاب مفهوم نوعاَ ما، ولا تكون المفردات صعبه جداَ حتى لا تشعر بالإحباط. وبالطبع، كمبتدئ لن يكون لديك حصيلة لغويه كبيرة، لذلك مهم جدا ان تبدأ بالمستويات الأقل ثم تنتقل الى الأعلى.
من المهم أيضا ان تقرأ الكتب المكتوبة للمتحدثين الأصليين (اشخاص لغتهم الأم هي اللغة الإنجليزية مثل الأمريكيين والبريطانيين) فلا تختار أبداً كتاب موجه لمتعلمي اللغة لأن في الغالب الأولى أكثر متعة من الاخيرة.
متطلبات القراءة الحرة
إذا كنت مبتدئ في تعلم اللغة فمن الأفضل أن تتعلم أساسيات القراءة وبعض القواعد التي ستسهل عليك عملية القراءة وتجعلها ممتعة. عدا ذلك لا يوجد أي متطلبات للقراءة الحرة. فلا يُطلب منك ان تحل واجب ولا تبحث عن كلمة معينة ولا تُجيب عن أسئلة ولا تكتب تقرير ولا تحلل ولا تختبر نفسك.
فقط اقرأ واستمتع وستنبهر بمدى تأثير القراءة على تطوير جميع مهارات اللغة الانجليزية بشكل كبير جداَ. فهي تطور القواعد والكتابة والإملاء وتزيد من عدد المفردات لديك.
أصبح روائي وشاعر بسبب القراءة فقط
ومن أهم الأشخاص الذين تعلموا اللغة من خلال القراءة هو ريتشارد رايت. شاعر وروائي أسود أمريكي أحب القراءة جدا. وكان معلمه يقرأ له قصص (مقتبسة من الروايات). لكنه نشأ في عائلة غير داعمه وغير مشجعة للقراءة. حيث قامت جدته بحرق جميع كتبه التي اشتراها.
الروائي لم يكن يستطيع اقتناء الكتب بسبب ضعف وضعه المادي. لذا قام بالعمل بتوزيع الصحف حتى يتمكن من قراءتها والحصول ع كرت المكتبة الذي كان حصراَ للبيض.
وفيما يتعلق بتعلم اللغة فان ريتشارد يقول ” استفدت وتعلمت اللغة من قراءة الروايات أكثر من كتب القواعد. فأنا اشتريت كتب القواعد ولكنها مملة “.
الفرق بين التعليم المباشر والقراءة الحرة التطوعية
التعليم المباشر للغة الانجليزية يتم من خلال خطوتين:
بناء المهارات وهي تعني ان تتعلم قاعدة معينة أو معنى كلمة أو الاملاء بطريقة واعية ثم تطبقها من خلال المخرجات. مثلاَ تتعلم أن معنى كلمة (book) هي (كتاب) ثم تبدأ تستخدمها في جمل قصيرة.
الخطوة الثانية هي تصحيح الأخطاء. بمعنى أنك يجب أن تصحح كل أخطائك اللغوية وعلى المعلم أن لا يتساهل معك في ذلك. وهذا عكس القراءة الحرة التي لا تطالبك الا بالقراءة فقط.
أسباب تجعل التعليم المباشر غير فعال في تطوير اللغة
١-اللغة معقدة جدا ولا تستطيع اتقانها عبر التعليم المباشر:
لنفترض أنك تريد تعلم الجمع والطرح، فان كل ما عليك هو التسجيل في حصص الرياضيات وستتقنها بعد أيام قليلة. لكن تعلم اللغات شيء مختلف تماماَ وهي أكثر تعقيداَ من ان تتعلمها في عدد معين من الحصص أو الدورات التعليمية.
على سبيل المثال، إذا قمت بتطبيق التعليم المباشر وذلك بدراسة قائمة من المفردات الجديدة فإنك لن تتمكن من معرفة إلا معنى واحد فقط. وانت تعلم ان معظم الكلمات لها أكثر من معنى وتختلف باختلاف السياق الواردة به.
بينما لو قمت بقراءة قصة قصيرة فإنك ستكتسب الكثير من المعاني للكلمة الواحدة.
من جهة أخرى، يوضح العالم كراشن أن التعلم من خلال القراءة يزيد من محصلتك اللغوية. حيث أنك كشخص بالغ تستطيع أن تكتسب ما بين ٤٠،٠٠٠ الى ١٥٦،٠٠٠ كلمة إذا اتبعت نظام القراءة الحرة التطوعية. لكن إذا استخدمت قائمة المفردات المنفصلة، فإنك ستحصل على عدد قليل جداَ من الكلمات والتي قد تنساها بمرور وقت قصير لأنها غير مرتبطة بقصة معينة.
بالإضافة إلى ذلك، القراءة ستمكنك من اكتساب القواعد بكل سهولة ويسر وستتعلم تكوين الجملة والسؤال وغيرها من الأساسيات التي يصعب عليك اتقانها في حصة دراسية.
نعم قد يتطلب الأمر الالتحاق (ببعض) الدورات والحصص التعليمية في (البداية)، ولكنك لابد ان تتوقف بعد ذلك عن تعلم اللغة عبر التعليم المباشر، وتبدأ باكتسابها عبر القراءة الحرة التطوعية.
وكما قال أحد علماء اللغة “اكتساب المفردات من خلال القراءة أفضل بعشر مرات من تعلم قائمة المفردات المنفصلة”.
٢-تطوير القراءة ممكن ان يتم بدون تعليم مباشر:
السبب الثاني بأن التعليم المباشر غير جيد، هو أن تطوير القراءة والكتابة ممكن أن يتم من خلال القراءة فقط. وليس هناك حاجة للتمارين والأسئلة والحصص، عكس التعليم المباشر المتمحور حول المعلم.
ولإثبات ذلك، قام مجموعة من الباحثين في جامعة ألينوي بإجراء اختبار يُدعى اقرأ واختبر. حيث طلبوا من المتعلمين قراءة قطع تحتوي على كلمات جديدة. وبعد قراءة القطع طلبوا من الطلاب أداء اختبار يقيس عدد الكلمات التي اكتسبوها، وما إذا كانوا يستطيعون كتابتها بإملاء صحيح. فوجدوا أن نسبة اكتساب الكلمة الجديدة تتراوح ما بين ٥ الى٢٠ بالمئة.
بمعنى إذا قرأت مليون كلمة بالسنة الواحدة فإنك ستكسب ألف كلمة حسب رأي الباحثين.
تخيل عزيزي القارئ أن تستمتع وتٌكافئ. نعم إنها القراءة وحدها من تستطيع فعل ذلك.
٣-تأثير التعليم المباشر على القراءة والكتابة والقواعد والفهم:
عكس ما يعتقده بعض المتخصصين بتعليم اللغة الإنجليزية، فإن التعليم المباشر غير فعال في تطوير المهارات اللغوية. فقد قام العالمان إيلي ومانجوبهاي بتقسيم متعلمي اللغة الإنجليزية في جزيرة فيجي الى ثلاث مجموعات لمدة ٣٠ دقيقة يومياَ. المجموعة الأولى اتبعت التعليم المباشر، والمجموعة الثانية اتبعت طريقة القراءة الحرة. أما المجموعة الثالثة اتبعت “تجربة الكتاب المشترك” حيث يقوم المعلم باختيار كتب تناسب ميول الطلاب ثم تتم قراءتها ومناقشتها في الفصل.
بعد انتهاء البرنامج الذي استمر لمدة سنتين، أجرى المتعلمين اختبار القراءة والكتابة والقواعد والفهم. وكان مستوى طلاب مجموعة القراءة الحرة والكتاب المشترك أعلى بكثير من مجموعه التعليم المباشر.
لذلك يرى الباحثين أن القراءة المستمرة ستطور لغتك، لكن “كتاب التمارين” لن يُفيدك بشيء.
تأثير التعليم المباشر على الإملاء (Spelling)
أما من ناحية تدريس الاملاء بشكل مباشر فهو مضيعة للوقت بناء على دراسة أجراها العالم وايلد. فقد وجد أنك كمتعلم تحتاج الى عشرين دقيقة لإتقان كلمة واحدة! بمعنى أنك إذا حاولت ان تتعلم أهم الفين كلمة وتحفظ الاملاء الخاص بهم فإنك ستحتاج الى أربعين ألف دقيقة.
بالنسبة لي، فقد تطور الإملاء لدي بطريقة مذهلة عندما استخدمت التعليم المباشر “في بداية تعلمي للكلمات”. فقد كنت أكتب الكلمة أكثر من خمسين مرة حتى أحفظها، ولكن السبب في رسوخها في ذهني هو القراءة المتواصلة.
تأثير التعليم المباشر على المفردات (Vocabulary)
أيضا إذا رغبت باكتساب مفردات جديدة فإن نفس الباحثين استنتجوا أن تعلم المفردات من خلال القراءة أفضل بكثير من تعلمها عبر التعليم المباشر.
بناء على ذلك لا تَلام عندما تبدأ بحفظ خمس كلمات يومياَ ثم تنساها. لأن هذه الطريقة هي الأسوأ على الإطلاق ولا تجني منها أي فائدة تذكر.
ولا أريد أن أحبطك أكثر، لكنك بالغالب ستنسى هذه المفردات كما نسيتها أنا مراراَ وتكراراَ ولم ترسخ إلا عندما تحررت من هذه القيود واستمتعت بالقراءة الحرة.
وفي هذا السياق يقول العالم كراشن أنك لو أعطيت الطالب قائمة من عشرين كلمة في يوم الاثنين. وباقي الأسبوع قمت بتدريسه بشكل مباشر لهذه الكلمات عبر تمارين مثل: توصيل الكلمة مع تعريفها، ملئ الفراغات، تكوين ثلاث جمل لكل كلمة. ثم قمت باختبار الطلاب في يوم الجمعة، فالنتيجة غالباَ ستكون أحد الخيارين التاليين:
إذا كان الطالب قارئ بطبعه فإنه من المحتمل أن يعرف ما بين ١٥ الى ١٦ كلمة حتى لو لم يستعد للاختبار. وذلك لأنه قرأ الكثير من القصص في وقت فراغه. ومع كثرة القراءة تكررت هذه المفردات فاكتسبها ورسخت في ذهنه وأصبحت جزء من ذخيرته اللغوية.
اما إذا كان الطالب لا يقرأ كثيراَ، فإنه من المحتمل أن يعرف خمس الى ست كلمات فقط. ويؤكد العالم أن حفظ قائمة المفردات بشكل منفصل ما هي إلا اختبار يهيئ الطلاب للرسوب فقط.
أتذكر عندما بدأت تعلم اللغة الانجليزية، وكأي مراهقة متحمسة، قررت أن احفظ الكلمات الموجودة في قاموس المورد والمكون من أكثر من ٥٠٠ صفحة. لكني ولله الحمد تداركت الأمر عندما وصلت الى البيت وقرأت الصفحات الأولى. قمت بإرجاعه وشراء مجموعة من الشوكولاتة التي خففت من ارتياعي.
تأثير التعليم المباشر على القواعد (Grammar)
اما فيما يخص بتعلم القواعد بشكل مباشر فتأثيره محدود على تطور اللغة، وذلك حسب رأي العالم كراشن. وقد قام مجموعة من الباحثين بتقسيم الطلاب الى مجموعتين. المجموعة الاولي تعلموا اللغة الانجليزية بطريقة التعليم المباشر، والمجموعة الثانية لم يدرسوا القواعد وانما اكتفوا بالقراءة.
وتم اختبار الطلاب في نهاية العام الدراسي لمدة ثلاث سنوات. وكانت النتيجة أنه ليس هناك فرق بين المجموعات في اختبارات القراءة والفهم والكتابة والمفردات.
الجدير بالذكر ان هذه التجارب أجريت على اللغة الأولى، ولكني أؤمن أنها تنطبق على متعلمي اللغة.
كيف أبد بالقراءة الحرة؟
- تعلم القراءة من الصفر.
- تعلم (بعض) القواعد الأساسية.
- اختر كتاب من اهتماماتك. اطلب المساعدة من الاخرين إذا لم تستطيع ان تقرر.
- احرص أن يكون الكتاب مناسب للمبتدئين. (هنا قائمة روايات مناسبة للمبتدئين ).
- ضع لك خطة بشرط ان تكون بسيطة جداَ.
- التزم بالخطة.
- استمتع.
- كافى نفسك بعد كل صفحة تقرأها.
- ابدأ بكتاب اخر.
لا تختبر نفسك. لا تحفظ. لا تحل واجب. فقط اقرأ واستمتع واكتسب اللغة وحقق حلمك.
ختاماَ لو قارنت جميع طرق تعلم اللغة الإنجليزية، فإني مؤمنه بأن القراءة الحرة التطوعية ليست فقط الأفضل بل هي الوحيدة القادرة على تطوير لغتك.
تذكر أنك حتى تنجح لابد أن تستمتع بالرحلة. والقراءة هي المتعة الحقيقية التي ستجني ثمارها عاجلا لا اجلا.
معلومات عن الكتاب
اسم الكتاب: The Power of Reading
الترجمة للعربية: غير متوفرة.
عدد الصفحات: ٢١٦ صفحة.
اسم المؤلف: ستيفن كراشن
نوع الكتاب: تطوير اللغة الانجليزية.
اللغة: الإنجليزية.
التقييم ٥/٥.
تمت الترجمة لأول مرة بواسطة موقع خيمة القراءة.