من منطلق اسأل مجرب ولا تسأل خبير. سأعرض لك تجربة الكاتبة كاتو لومب حيث بدأت بتعلم اللغة الإنجليزية في الثلاثينات من عمرها. ثم واصلت رحلتها التعليمية حتى أصبحت خبيرة في مجال تعلم اللغات وأتقنت ١٥ لغة. وبذلك وصفها العالم ستيفن كراشن بأنجح متعددة لغات في العالم أجمع.
في كتابها الرائع ”كيف تعلمت اللغات” تحدثت الكاتبة عن تجربتها في تعلم اللغة وقسمتها إلى ثلاث مراحل:
Table of Contents
Toggleالمرحلة الاولى: تذوق الكلمة
توضح الكاتبة أنه في بداية التعلم من الضروري اقتناء قاموس ثنائي اللغة(عربي/انجليزي) مثل قاموس أكسفورد. بعد ذلك تبدأ بدراسة محتوى القاموس واستخراج القواعد وفهمها. ومن ثم تقوم بقراءة الجمل التي تحتوي على الكلمات الجديدة وتفهم ترجمتها.
وتؤكد أن طريقة حفظ المفردات في قائمة منفصلة ليست وسيلة فعالة في التعلم. بل يفضل قراءة الكلمة في سياقها وربطها بالجمل التي تحتويها. ومن ثم استنتاج القواعد وفهم تركيب الجمل. وهذا ما يدعو إليه عالم اللغويات ستيفن كراشن، حيث يؤمن بأن القراءة الحرة التطوعية هي أسهل طريقة لتعلم اللغة الانجليزية.
بعد ذلك تنتقل الى الكلمات نفسها وتستنبط طريقة الكتابة وأقسام الكلام الموجودة بالكلمة نفسها.
٢-المرحلة الثانية: مرحلة الممارسة والتمرين على الترجمة
في هذه المرحلة تشتري الكاتبة كتاباً تعليمياً للمستوى المبتدئ. يتضمن أسئلة وتمارين مع إجاباتها في الخلف. وتبدأ بالدرس الأول وتحاول فهمه واستيعاب القواعد وتراكيب الجمل. ثم تنتقل إلى تمارين الدرس لحلها. بعد ذلك تراجع الإجابات للتأكد من صحتها، وإذا اخطأت في حل إجابة سؤال ما، تكتب الإجابة الصحيحة فوق الاجابة الخاطئة، وبهذه الطريقة تتمكن الكاتبة من معرفة أخطائها حتى تتجنب الوقوع فيها مرة أخرى.
٣-المرحلة الثالثة: مرحلة قراءة الاعمال الادبية
في هذه المرحلة تبدأ بتعزيز مهاراتها اللغوية عن طريق قراءة أعمال أدبية تنتمي للأدب الانجليزي من قصص وروايات. لما بها من ملامح وتعابير لغوية توسع المدارك في التعلم والاستيعاب.
وتختار الكاتبة لهذه الخطوة احدى روايات الأدب الانجليزي الكلاسيكية التي تمت إعادة كتابتها بلغة مبسطة مناسبة للمبتدئين مثل قائمة الروايات المناسبة للمبتدئين.
وقراءة الروايات تمر بثلاث مراحل:
- مرحلة القراءة العادية بحيث تحاول القراءة قدر الاستطاعة وبالطبع تجد صعوبة في فهم الجمل إلا أنها تستمر بالقراءة.
- المرحلة الثانية وهي ترجمة الكلمات المبهمة. حيث تقوم بمحاولة فهم الكلمة من السياق وإذا لم تنجح في ذلك فإنها تترجم الكلمات الصعبة. ثم تقوم بكتابتها مع الجمل التي تضم هذه الكلمات الصعبة في دفتر خارجي مخصص للكلمات الجديدة.
- المرحلة الأخيرة هي الاستمتاع بالقراءة ومواصلتها.
التواصل اللفظي
بالرغم من أن الطريقة السابقة فعالة في حفظ الكلمات وزيادة التحصيل اللغوي إلا أنها لم تؤهل الكاتبة للتحدث بالإنجليزية.
ولتحسين مهارات التواصل اللفظي فإنها كانت تستمع إلى نشرات الأخبار الإنجليزية عبر الراديو. وتحاول استيعاب ما تسمعه جيدا. وبعد انتهاء النشرة تقوم بترجمة الكلمات الجديدة وذلك باستخدام القاموس ثم تقوم بكتابة الجمل التي تحتوي على الكلمات الجديدة في دفترها الذي تحدثنا عنه سابقاً.
وكخطوة أخيرة، كانت الكاتبة تقوم بتسجيل نشرة الأخبار، ثم تستمع لها عدة مرات حتى ترسخ في ذهنها.
بالإضافة الى الاستماع للراديو، كانت الكاتبة تحرص على الدراسة على يد معلم لغة انجليزية. وتطلب منه التحدث ببطء شديد حتى تتمكن هي من فهم الحديث وتخمين معاني الكلمات من السياق بدون الحاجة للترجمة. أيضا كانت تسأل المعلم بأن يقوم بتصحيح ومراجعة كتاباتها.
كذلك كانت الكاتبة تتواصل مع الانجليز المبتعثين في بلادها، ثم تطلب منهم التحدث ببطء من أجل استيعاب نطفق الكلمات وفهم معناها.
اذن، يتبين لنا من تجربتها انه من المهم ان تفهم المسموع وان يصحح لك المستمع كلامك. لذلك ارى ان حصص الدردشة مع معلم اجنبي غير مجدية للمبتدئين.
الكتابة
كما ذكرنا سابقاً، فإن الكاتبة تقوم بكتابة بعضاَ من الجمل والقواعد التي تعلمتها في الدفتر الخاص بها. ثم تطلب من معلمتها مراجعتهم وتصحيحهم.
وهنا تؤكد كاتو على على أن الكتابة أهم من التحدث في اكتساب اللغة الإنجليزية. وذلك لأنك إذا أخطأت في الكلام مع شخص ما فإنك لن تعرف أخطائك.
فالمستمع غالباً لن يقوم بتصحيح الأخطاء اما احتراما لك أو لاعتياده على سماع الأخطاء. في حين أنه من السهل اكتشاف اخطاءك من خلال الكتابة وذلك لتوفر الوقت الكافي للمراجعة والتصحيح.
وقد تعرضت المترجمة لهذا الموقف من قبل. فقد كانت في رحلة مع مترجمين بريطانيين. وطلبت منهم تصحيح أخطائها اللغوية ان وٌجدت. وبعد ثلاثة أسابيع لم يصحح لها أحد. وعندما سألتهم عن ذلك، قالوا بأنهم صححوا أخطاءها اللغوية بشكل أتوماتيكي في عقولهم، وخمنوا المعنى الصحيح دون الحاجة لإخبارها عن ذلك.
أمر اخر يجعل الكتابة أفضل من التحدث هو أن الأخيرة تحتاج إلى الكثير من الممارسة، وهذا يعني الوقوع في أخطاء أكثر. ومع كثرة الأخطاء قد تصاب بالإحباط والحرج، وقد تشعر بأن المستمع غير مرتاح.
أما الكتابة سيكون لديك وقتا كافيا ومصادر عديدة للتعلم والتمرن دون مواجهة أي ضغوط أو مشاكل.
اذن نلخص الان خطوات تعلم اللغة الانجليزية الخاصة بالمترجمة كاتو لومب:
- اشترِ قاموس عربي إنجليزي.
- اقرأ بعض الكلمات والجمل الموجودة بها وحاول فهم معانيها ودلالاتها.
- اشترِ كتاب تمارين لغة يتضمن إجابات لهذه التمارين، وأجب عليها ثم راجعها وصحح الأخطاء.
- تناول أعمالا أدبية باللغة الإنجليزية، وحاول فهم الكلمات والجمل من السياق. وإذا استصعب عليك الأمر، قم بترجمة الكلمات الصعبة.
- لا تحاول ترجمة كل الكلمات.
- اكتب بعض الكلمات مع الجمل الجديدة في دفترك الخاص في صيغة جمل وليس كلمات مفردة، حتى لا تنساها.
- لتحسين مهارتك في الاستماع والتحدث، قم بالتواصل مع معلم للغة الإنجليزية أو شخص يتحدث الإنجليزية بطلاقة.
- كرر سماع المواد الصوتية خلال الأسبوع، مع ترجمة ما سمعته من كلمات غير واضحة ونقلها في دفترك الخاص.
بالنسبة لي أجد أن أغلب الطرق المذكوره ممتعه وعملية وقد طبقت الكثير منها واستفدت. لكن لم تعجبني طريقة الدراسة من القاموس وأشعر بأنها ممله وصعبه ومتعبه، مع يقيني بأنها مفيدة وستكسبك اللغة بوقت وجيز.
اذن كما لاحظت عزيزي القارئ، الكاتبة اعتمدت على القراءة بشكل اساسي في تعلم اللغة. وهذا يؤكد على أهمية هذه المهارة التي اعتبرها أيضا كراشن أفضل طريقة لتعلم الانجليزية.
لذلك، ان كنت تبحث عن أسهل طريقة لتعلم اللغة الانجليزية، فإن القراءة هي الاجابة الوحيدة.
معلومات عن الكتاب
اسم الكتاب:Polyglot: How I Learn Languages
اسم الكتاب باللغة العربية: كيف تعلمت اللغات؟
الترجمة للعربية: غير متوفرة.
عدد الصفحات: 217 صفحة.
اسم المؤلف: Kató Lomb
نوع الكتاب:تعليم لغة انجليزية.
اللغة: الإنجليزية.
التقييم ٥/٥.
تمت الترجمة لأول مرة بواسطة موقع خيمة القراءة.