فرضيات كراشن الخمس: دليلك الشامل لتعلم اللغة الإنجليزية بسهولة
من الأخطاء الشائعة بين المتعلمين هو عدم معرفتهم بوجود أنظمة محددة لتعلم اللغة الإنجليزية. هذا يؤدي إلى اتباعهم لأساليب عشوائية وغير منظمة. وهذه الطرق غالباً ما تعتمد على البحث السريع عبر الإنترنت أو نصائح الأقران، أو حتى على افتراضاتهم الشخصية. وكنتيجة لذلك، لا يحقق المتعلمون تقدماً ملموساً في تعلم اللغة فيصابون بالإحباط ويتوقفون عن التعلم.
بل إن حتى بعض معاهد تدريس اللغة ترتكب نفس الخطأ. هذه المعاهد تركز على القواعد. لكنها تتجاهل أهمية مهارة القراءة التي تُعد من المهارات الأساسية لتعلم اللغات.
واذا كنت مبتدئاً في تعلم الإنجليزية، فاعلم أنك لو فهمت بعض الفرضيات، فإنك ستتمكن من تعلم الإنجليزية بنفسك ومن المنزل. هدفي من هذا الموضوع هو توضيح هذه الفرضيات الخمس. التي وضعها عالم اللغة Stephen Krashen ستيفن كراشن في كتابه “The Natural Approach“.
جدول المحتويات
Toggleفرضيات كراشن الخمس
تعد فرضيات كراشن مفتاح لتعلم اللغة الإنجليزية، حيث ركز العالم كراشن على أفضل الطرق لتعلم اللغة الثانية بفاعلية، وهذه الفرضيات هي:
وقبل الشروع في شرح الفرضيات، أود أن أنوه بأن بعض هذه الفرضيات قد تعرضت للنقد من بعض العلماء. لذا سنقوم بشرحها. سنقدم طرقاً بديلة للاستفادة منها.
فرضية تعلم واكتساب اللغة The Acquisition-Learning Hypothesis
أولاً: تعلم اللغة الإنجليزية
تعلم اللغة يتضمن المعلومات الرسمية عن اللغة، بما في ذلك القواعد. وعلى عكس الاكتساب الذي يحدث ضمنياً، فإن التعلم يحدث بشكل واعٍ. أنت تتعلم القواعد بنفسك أو تلتحق بدروس تعلم اللغة.
“عندما نتحدث عن القواعد، فإننا نتحدث عن التعلم”
ومع أن الكثير من معلمي اللغة يؤمنون بأهمية الحصص التعليمية، إلا أن كراشن يرى عكس ذلك. فهو يعتقد أن وظيفة الحصص يجب ألا تتعدى تقديم أساسيات تعلم اللغة الإنجليزية للطلاب. بعد ذلك، يتعين عليهم تطوير لغتهم بأنفسهم عبر الاكتساب.
وأنا اتفق تمامًا مع كراشن. أرى أن الطريقة الأمثل لتعلم اللغة الإنجليزية للمبتدئين تكمن في التوازن بين التعلم والاكتساب. لذا ابدأ بدروس القراءة وتعلم القواعد الأساسية. ثم خذ فترة راحة من الدراسة المكثفة. وعندما تتقن القراءة وتفهم بعض القواعد، انتقل إلى مرحلة اكتساب اللغة من خلال قراءة القصص الممتعة. شاهد البرامج التلفزيونية التي تثير اهتمامك.
كما يمكنك أن تستمر في دراسة القواعد بانتظام. ولكن، بشكل غير مكثف، بحيث لا تزيد عن حصتين في الأسبوع. ركّز أكثر على الاكتساب. ولا تكتفي بالتعلم وحده. لأنه قد يجعلك تشعر بالثقة داخل الصف الدراسي. لكن من الممكن أن يتركك عاجزًا عن ممارسة ما تعلمته في الحياة اليومية.
شروط حصص اللغة الناجحة حسب نظرية كراشن:
- التحدث ببطء: احرص على أن اختيار معلم يتحدث ببطء لتتمكن من فهمه وتعلم اللغة بشكل فعال.
- اللغة البسيطة: ابدأ بالمستويات السهلة واختار الكتب البسيطة في لغتها. ولا تخجل من قراءة روايات مبسطة، مثلاً نجد أكسفورد تقدم نفس الروايات العالمية، ولكن بلغة بسيطة وسهلة.
- عدم التركيز على القواعد: يرى كراشن أنه يجب عليك الابتعاد عن دراسة القواعد. وبدلا من ذلك، عليك التركيز على شيء ممتع، مثل قراءة قصة قصيرة. ولكني أرى أنه بالنسبة للمبتدئين، تظل القواعد مهمة.
ثانياً: اكتساب اللغة الإنجليزية
“اكتساب اللغة وتعلم اللغة شيئان مختلفان تمامًا”
تشبه عملية اكتساب اللغة إلى حد كبير الطريقة التي يكتسب بها الأطفال لغتهم الأولى. حيث يفهمون اللغة ثم يستخدمونها في التواصل؛ فالاكتساب هنا يحدث بشكل طبيعي وعفوي.
وبالنسبة لنا كمتعلمين للغة الإنجليزية، فإننا نكتسب اللغة من عدة مصادر، منها:
- قراءة كتاب
- مشاهدة فيلم
- إجراء محادثة مع شخص يتحدث الإنجليزية
وتعتبر هذه الأنشطة من أفضل الطرق لإتقان اللغة الإنجليزية. وذلك لأنها تتم بطريقة ممتعة وغير واعية مما يجعل اللغة ترسخ في أدمغتنا بشكل لا واعي.
ولكي تتمكن من اكتساب اللغة الإنجليزية لابد من التواصل الفعال. بمعنى أنك تستخدم اللغة لغرض التواصل وفهم الشخص الآخر أو إيصال رسالة له.
أي انه لا ينبغي عليك أن تركز على صحة الجمل نحوياً، بل ركز على إيصال فكرتك للطرف الأخر.
وكمثال على ذلك، عندما تسأل البائع باللغة الإنجليزية ويقوم بالرد عليك، يحدث بينكما “تواصل فعال”. فتكتسب كلمات جديدة وتضيفها إلى مخزونك اللغوي ومن ثم تستخدمها لاحقاً مع أشخاص آخرين.
تجنب الأمور التالية اذا أردت أن تكتسب اللغة بسهولة:
- تصحيح الأخطاء: لا تحاول المبالغة في تصحيح حديثك، خاصة إذا كنت مبتدئاً. لأن هذا يؤثر سلباً على تطوير لغتك ويؤثر نفسياً على ثقتك بنفسك. لذا، استمر في التحدث وركز على إيصال فكرتك. ومع الوقت والممارسة ستتحسن لغتك، وهذه النقطة مهمة في رحلتك لتعلم اللغة الثانية.
- التدريس المباشر للقواعد: يرى كراشن أن التدريس الرسمي للقواعد سيؤهلك لاجتياز الاختبارات التحريرية فقط، ولن يساعدك على اكتساب اللغة الانجليزية. ولكن كما ذكرنا سابقًا، هذا الرأي قد تعرض لانتقادات كثيرة. العديد من الباحثين يعتبرون أن القواعد مهمة في اكتساب اللغة.
- الحديث الأجنبي “Foreigner Talk”:
يوضح كراشن في كتابه – The Natural Approach – مدى أهمية الحديث الأجنبي، والذي يرى بأنه طريقة جيدة لاكتساب اللغة الإنجليزية بسرعة، ولكن احرص على أن تختار متحدثين تتوفر بهم المواصفات التالية:
- يستخدمون جمل قصيرة.
- يستخدمون جمل بسيطة.
- يستخدمون مفردات شائعة.
- يتحدثون ببطء.
بالإضافة إلى الشروط اللغوية، تذكر نصيحة كاتو لومب، التي تقول”لا تتحدث بالإنجليزية عند أبناء جلدتك لأنهم قد يسخرون منك”.
الفرق بين تعلم اللغة واكتساب اللغة
للفهم الأفضل، يمكن تلخيص الفرق بين تعلم اللغة واكتسابها في الجدول التالي:
تعلم اللغة | اكتساب اللغة |
يشمل المعرفة الرسمية للغة | يشبه عملية تعلم الطفل للغة الأولى |
يعتمد على تعلم قواعد اللغة | يعتمد على التقاط اللغة عبر التفاعل |
يحدث بطريقة واعية | يحدث بطريقة غير واعية |
يتم من خلال التدريس والدروس: مثل حصص اللغة والدورات | يتم من خلال الأنشطة الطبيعية: مثل قراءة القصص الممتعة أو مشاهدة الأفلام |
يتبع أسلوب صريح ومباشر | يتبع أسلوب ضمني وغير مباشر |
نقد فرضية الاكتساب لكراشن
ومع أن كراشن يرى أهمية الاكتفاء بالاكتساب. إلا أن الباحثان ماكلولين وقريق (١٩٨٤) ينتقدون هذه الفرضية. هم يشيرون إلى أن الاعتماد على الاكتساب فقط صعب جدًا للبالغين الذين تجاوزوا مرحلة الطفولة.
وكذلك يرى تشومسكي (1975) أن البالغين لديهم وصول محدود إلى جهاز اكتساب اللغة (LAD). هذا الوصول ليس مماثلاً للوصول الذي يتمتع به الأطفال. ومع تقدم العمر، تقل القدرة على اكتساب اللغة بشكل ملحوظ.
لذلك، وخلافًا لما تدعو إليه نظرية كراشن بالاكتفاء بالاكتساب، نرى أن الاكتساب يجب أن يكمل التعلم. فالتعلم مهم جداً خاصة للمبتدئين البالغين.
واذا أردت أن تتعلم الانجليزية بكل سهولة، فعليك أن تنهي دروس القراءة وبعض حصص القواعد. بعد اجتياز هذه الأساسيات، تبدأ في مرحلة الاكتساب.
يمكنك القيام بهذا من خلال قراءة القصص الممتعة أو الاستماع إلى البرامج المفضلة بلغة مفهومة.
وبالنسبة للأطفال، فقد يكون الاكتساب كافي، بحيث يتم ذلك من خلال مشاهدة الأفلام الكرتونية أو الاندماج في بيئة ناطقة بالإنجليزية.
فرضية التسلسل الطبيعي The Natural Order Hypothesis
تعد فرضية التسلسل الطبيعي من فرضيات كراشن الهامة. وتعني أن تعلم اللغة الإنجليزية يحدث وفق تسلسل محدد يمكن التنبؤ به. حيث يكتسب المتعلمون أجزاءً معينة من اللغة في ترتيب محدد. فيتم اكتساب بعض القواعد في المراحل الأولى، بينما تتأخر الأخرى.
ولقد أجرى ستيفين كراشن دراسات في عام 1974 لدعم هذه الفرضية. توصل إلى أن قاعدة المضارع المستمر (ing) هي واحدة من أولى القواعد التي يتم اكتسابها بسهولة. أما قاعدة الشخص الثالث المفرد (-s) فهي تأخذ وقتًا أطول لاكتسابها.
وهذا يوضح أن ترتيب اكتساب القواعد لا يعتمد فقط على سهولتها. فبعض القواعد يتم اكتسابها في وقت مبكر. البعض الآخر يُكتسب في وقت متأخر.
وهنا يرى كراشن أنه بدلاً من دراسة القواعد وفق سهولتها، يمكن للمتعلم أن يبدأ بدراسة القواعد الاسرع اكتسابًا، وقد وضح بعض منها بالجدول التالي:
قواعد يكتسبها المتعلم في وقت مبكر (وفقاً لنظرية كراشن) | المضارع المستمر (ing)الجمع (Plural)فعل الكينونة (Copula (to beالفعل المساعد للمضارع المستمر (Auxiliary (progressive أدوات التعريف (a, the)الماضي غير المنتظم (Irregular past) |
قواعد يكتسبها المتعلم في وقت متأخر (وفقاً لنظرية كراشن) | الماضي البسيط (Regular past)الشخص الثالث المفرد (-s)الملكية (-s) |
لذلك، من الأفضل لك كمتعلم أن تطبق هذه الفرضية وتبدأ بدراسة القواعد الأسرع اكتسابًا. ولا تعتمد على الكتب التي ترتب القواعد من الأسهل إلى الأصعب.
نقد فرضية التسلسل الطبيعي لكراشن
بعض العلماء مثل زوبل وودل (١٩٨٠) انتقدوا هذه النظرية.وذلك بسبب وجود فروق فردية بين المتعلمين. والفروق بين اللغات الأم للمتعلمين، ايضا.
فعلى سبيل المثال، التحديات التي يواجها المتعلم الصيني في تعلم اللغة تختلف عن تلك التي يواجها المتعلم العربي. وبالتالي لا يمكن تعميم هذه الفرضية.
ولكن بالنسبة لي، فأنا أتفق مع كراشن. اكتسبت القواعد بنفس الطريقة التي وصفها لنا بالأعلى. وما زلت أواجه صعوبة في تطبيق قاعدة الشخص الثالث المفرد (-s).
لذا، إذا كنت مبتدئًا في تعلم اللغة الإنجليزية، فأني أشجعك على اتباع هذه الطريقة قدر الإمكان.
فرضية المراقب The Monitor Hypothesis
تنص فرضية المراقب لستيفن كراشن على أن اللغة التي نتعلمها تعمل كمراقب أو مصحح للغة التي اكتسبناها. وأن طلاقتنا اللغوية ناتجة عن الاكتساب فقط. في حين تقتصر وظيفة القواعد النحوية على تصحيح هذه اللغة المكتسبة.
ويعارض هذا الرأي العالم ماكلولين مشيرًا إلى أن “الكلام عبارة عن إجراء يتم تنشيطه عبر نظام خاضع لقواعد معينة. فلو افترضنا أن الكلام يتم توليده بواسطة الاكتساب فقط، لقام متعلمو اللغة الثانية بنطق الكلمات بشكل عشوائي. وسيكون نطقهم بدون معنى”.
لذا، في التواصل مع الآخرين، لا يمكن إنكار دور اللغة التي تعلمناها.
شروط استخدام فرضية المراقب
ويرى كراشن أن هناك ثلاث شروط ضرورية لتطبيق فرضية المراقب وهي كالتالي:
- معرفة القواعد: يجب على المتعلم أن يكون على دراية بالقواعد النحوية. وبالطبع من الصعب على المبتدئين الإلمام بكل القواعد، وحتى لو تمكنوا من فهمها، سيكون من الصعب تذكرها دائمًا.
- التركيز على تصحيح الأخطاء فور حدوثها:يتطلب تنفيذ هذا الشرط جهدًا كبيرًا. لأنه يصعب التفكير في تصحيح الأخطاء أثناء التحدث.
- توفر الوقت لتصحيح الجمل قبل النطق بها: من المستحيل تقريبًا أن يتوفر الوقت الكافي لتصحيح كل جملة في المحادثات اليومية. لأنها تكون غالبًا سريعة ومختصرة.
ويرى (كراشن 1982، 2003) أننا نطبق هذه الشروط غالبًا في اختبارات القواعد فقط.
نقد فرضية المراقب لكراشن
مع أن كراشن يرى أن المتعلم يحتاج إلى وقت طويل من أجل تطبيق فرضية المراقب والتأكد من صحة حديثه. إلا أن دراسة اجراها العالم Hulstijn في عام 1984 أظهرت أن الوقت لا يؤثر بشكل كبير على استخدام المراقب.
حيث أنه أعطى للمشاركين فرصتين للتحدث. المرة الأولى، أعطاهم وقت قصير وشجعهم على التركيز على صحة الجمل،. والمرة الثانية، أعطاهم وقت أطول مع تشجيعهم على عدم التركيز على الصحة النحوية.
وفي كل المحاولتين، كانت جمل المشاركين صحيحة.
وهذا يشير إلى أن قدرة المتعلم على التحدث بطريقة صحيحة تعتمد على التعلم، وليس على كمية الوقت المتاحة.
كما أن الباحث سكين يرى أن المتعلمين يختلفون في تطبيقهم لنظرية المراقب. حيث يهتم بعضهم بالكمالية ويحرص على أن يكون حديثه خاليًا من الأخطاء اللغوية. بينما يركز البعض الآخر على توصيل الفكرة دون الاهتمام بصحة الحديث النحوية (Skehan, 1989, p. 3) .
وبناءً على ذلك، يعتقد ماكلولين أن الفروق في استخدام فرضية المراقب تشير إلى اختلافات في قدرة المتعلمين على استخدام القواعد. ولا يوجد للمراقب أي تأثير على ذلك.
تقسيم المتعلمين وفقًا لفرضية المراقب
يُصنف ستيفن كراشن المتعلمين إلى ثلاثة أقسام رئيسية،وذلك بناءً على كيفية استخدامهم للمراقب اللغوي:
- القسم الأول: المبالغة في استخدام المراقب
هم المتعلمون الذين يميلون إلى المثالية أثناء تعلم اللغة. فيبالغون في التدقيق في حديثهم، حيث يسعون جاهدين لجعل لغتهم الإنجليزية خالية تمامًا من الأخطاء. وهذا السلوك يؤدي بهم إلى التردد في الحديث أو الامتناع عنه تمامًا، خوفًا من الوقوع في الأخطاء اللغوية أو النحوية.
وهؤلاء المتعلمون عادةً لا يستغلون الفرص للتحدث مع الآخرين؛ مما يعيق تطور اللغة الإنجليزية لديهم. وحسب رأي كراشن فإن السبب في هذا السلوك يعود إلى أنهم قد يكونون أهتموا بتعلم اللغة فقط دون اكتسابها. أو قد تكون عملية اكتساب اللغة لديهم جيدة، ولكن يفتقرون إلى الثقة الكافية.
- القسم الثاني: تجاهل استخدام المراقب
هم المتعلمون الذين يتجاهلون تمامًا تدقيق حديثهم ويواصلون التحدث بدون أدنى تركيز على أخطائهم اللغوية. وقد تكون لغتهم مليئة بالأخطاء، ولكنهم لا يكترثون لذلك. وهذه الفئة بالغالب اعتمدت على الاكتساب وأهملت التعلم.
- القسم الثالث: الاستخدام الأمثل للمراقب
هم المتعلمون الذين يستخدمون فرضية المراقب في الوقت المناسب، دون أن يكون عائقًا لتواصلهم مع الآخرين. ففي المحادثات الاعتيادية، يركزون على التواصل بدلاً من التدقيق اللغوي. أما في الكتابة أو الحديث الرسمي، فإنهم يدققون في اللغة التي يستخدمونها ويحرصون على دقتها وصحتها.
وهذه الفئة تستخدم التعلم كعنصر مساعد للغة التي اكتسبوها. فلا يتجاهلون عملية اكتساب اللغة مثل الفئة الأولى ولا يتجاهلون تعلم اللغة مثل الفئة الثانية.
فرضية المدخلات اللغوية The Input Hypothesis
المدخلات اللغوية تعني اللغة التي تدخل إلى أدمغتنا من خلال (الاستماع والقراءة). بينما المخرجات اللغوية، تعني انتاج اللغة من خلال (التحدث والكتابة).
والمدخلات هي المسؤولة عن انتاج المخرجات. لذلك على سبيل المثال، إذا رغبت في التحدث بطلاقة، عليك بالاستماع والقراءة لمحتوى مفهوم.
وهذا من أهم الأسباب التي تمنع المتعلمين من اتقان اللغة الانجليزية. حيث يتجهون مباشرة إلى التركيز على المخرجات (التحدث) ويتجاهلون تماما المدخلات.
وفرضية المدخلات اللغوية هي تعني أن اكتساب اللغة يحدث عندما نفهم الرسائل الموجهة إلينا باللغة المستهدفة. وتعتبر هذه الفرضية مهمة للغاية؛ لأن ستيفن كراشن يرى أنها تجيب على السؤال الجوهري: كيف نكتسب اللغة؟. والإجابة ببساطة هي: نكتسب اللغة عندما نفهم المحتوى المسموع أو المقروء.
بمعنى أدق، نحن نكتسب اللغة عندما نفهم الرسائل التي تحتوي على مفردات وقواعد لم نكتسبها بعد، ولكننا مستعدين لاكتسابها الآن.
ولتوضيح ذلك، يمكننا ربط هذه الفرضية بفرضية التدرج الطبيعي التي تشير إلى أن هناك قواعد محددة تُكتسب قبل الأخرى. وبدلاً من التساؤل عن كيفية اكتساب اللغة بشكل عام. من الأفضل أن نتساءل كيف ننتقل من قاعدة نحوية إلى القاعدة التالية، خلال رحلة تعلم اللغات.
فإذا كانت القاعدة “i” تمثل آخر قاعدة نحوية اكتسبناها. فإن الانتقال إلى القاعدة “i+1” يتم من خلال فهم واستيعاب المدخلات التي تحتوي على هذه القاعدة الجديدة “i+1”. ولأننا قد اكتسبنا اللغة وتم تخزينها في أدمغتنا، فإننا قادرون على فهم مستوى أعلى من اللغة.
وتذكر بأن المدخلات شديدة السهولة أو المدخلات شديدة الصعوبة لن تفيدك في تطوير لغتك.
حقائق مذهلة عن اكتساب اللغة:
- اكتساب اللغة لا يحتاج إلى مجهود كبير: يكفي أن تفهم الرسائل الموجهة إليك.
- يتم اكتساب اللغة تلقائياً: إذا كان المحتوى مفهوماً، فإنك ستكتسب اللغة بشكل طبيعي دون حاجة لبذل جهد إضافي.
فإذا كنت ترغب في تعلم اللغة الإنجليزية، فعليك اختيار مواد تعليمية تكون بمستوى يسبق مستواك الحالي مباشرة. مثلاً، إذا كنت في المستوى الأول، ابدأ بالمستوى الثاني واختار كتبًا وبرامج يمكن فهمها.
وابتعد عن النصائح التي توصي بالاستماع إلى نشرات الأخبار أو قراءة الصحف الإنجليزية التي تفوق مستواك الحالي بكثير.
وعليك باختيار المواد التي تناسب اهتماماتك، حتى لو كانت روايات المراهقين. وتأكد بأن تجاهلك لهذه الحقيقة قد يعيق تقدمك في تعلم اللغة الإنجليزية.
نتائج فرضية المدخلات
- التحدث لا يأتي من الممارسة وحدها: نحن نكتسب اللغة عبر المدخلات، وليس من خلال المخرجات. لذلك ممارسة مهارة التحدث وحدها لن تساعدك على تعلم اللغة الإنجليزية. ولكن المحادثات الحقيقية مع الآخرين مهمة لأن ما يهم هو حديثهم لك وليس حديثك لهم.
- مهارة التحدث لا يمكن تدريسها: بل تظهر كنتيجة للمدخلات المفهومة.
- المدخلات المفهومة هي المفتاح لإتقان اللغة: لا يوجد طريق مختصر لإتقان اللغة إلا من خلال التعرض المستمر والمتنوع للمدخلات اللغوية.
كيف تطور مهارة التحدث؟
يؤكد ستيفن كراشن أن التحدث لا يمكن تدريسه بشكل مباشر، بل هو نتيجة طبيعية لممارسة القراءة والاستماع. فكلما قرأت أكثر، كلما تحدثت أسرع.
لذا، اختر مواد تعليمية مفهومة وركّز على فهم المعنى العام بدلاً من محاولة فهم كل كلمة.
والحديث عن أهمية المدخلات اللغوية يؤكد لنا أن تعلم اللغة يتطلب منهجية دقيقة. فبدلاً من التركيز على التحدث في البداية، من الأفضل للمبتدئ أن يركز على بناء أساس قوي من خلال القراءة والاستماع. ومع مرور الوقت، ستلاحظ تطور مهارة التحدث بشكل طبيعي نتيجة لهذه الممارسة المستمرة.
ولعل عدم فهم هذه الفكرة البسيطة هو السبب وراء الصعوبة التي تواجه الكثير في إتقان اللغة الإنجليزية.
فبدء تعلم التحدث قبل اكتساب المعرفة اللغوية الكافية يشبه محاولة تشغيل سيارة بدون وقود. وذلك لأن المخرجات اللغوية (التحدث والكتابة) تعتمد بشكل كبير على المدخلات (القراءة والاستماع).
نقد فرضية المدخلات لكراشن
وعلى الرغم من أهمية فرضية المدخلات، إلا أنها لاقت نقد بعض العلماء ومنهم:
- لونق (Long, 1996): يتفق مع كراشن على أهمية المدخلات، ولكنه يرى أنها ليست كافية وحدها. ولابد من التفاعل مع الآخرين باستخدام اللغة والتفاوض لفهم المعنى.
- إليس (Ellis, 1990): يرى أن كراشن لم يثبت فرضيته بشكل كافٍ. حيث لم يقدم دليلًا يثبت أن الأساليب التي اقترحها تسهّل اكتساب اللغة.
- قريق (1988): يرى أن الاعتماد على الاكتساب فقط في تعلم اللغة أمر خاطئ. حيث أن متعلمو اللغة الثانية سيضطرون للاعتماد على التخمين لفهم بعض القواعد النحوية التي تتجاوز مستواهم الحالي. و هذا لا يعني أن مثل ذلك التخمين سوف يتحول تدريجياً إلى اكتساب.
بناءً على هذه الانتقادات لنظرية كراشن، يمكن القول إن الاكتساب والتعلم يكملان بعضهما البعض. فالاعتماد فقط على الاكتساب قد لا يكون كافياً بالنسبة للبالغين. ولابد من تعلم بعض القواعد بشكل منفصل ثم مواصلة القراءة والاستماع، حينها سترسخ هذه القواعد في الذهن.
فمثلاً إذا حضرت حصة عن قاعدة النحو وفهمتها، ثم قرأت قصة تحتوي على هذه القاعدة، سترسخ بشكل قوي في ذهنك. بينما إذا قرأت كتابًا دون تعلم القواعد، فقد تفهم المعنى، ولكن لن تفهم القواعد، وبالتالي لن تكتسب اللغة بشكل صحيح.
فرضية المصفى الانفعالي The Affective Filter Hypothesis
تنص فرضية المصفى الانفعالي على أن الحالة النفسية للمتعلم تلعب دورًا حاسمًا في اكتساب اللغة. حيث “يعتبر هذا المصفى كجهاز وهمي في جسم الإنسان وتتحكم فيه الحالة النفسية للمتعلم مثل التوتر، والثقة بالنفس، والدوافع. وكل هذه الأمور تؤثر على هذا المصفى”.
تأثير الحالة النفسية على اكتساب اللغة
وفقًا لهذه الفرضية، فإن كراشن يرى بأن المتغيرات العاطفية لا تؤثر مباشرة على اكتساب اللغة الإنجليزية. ولكنها تمنع المدخلات من الوصول إلى “جهاز اكتساب اللغة”(LAD). وهو جزء من المخ مسؤول عن اكتساب اللغة كما أشار إليه نعومي تشومسكي.
فإذا كنت تعاني من القلق، أو كانت ثقتك بنفسك ضعيفة، أو ليس لديك دافع لتعلم اللغة، فقد تفهم المدخلات. ولكنها لن تصل إلى جهاز اكتساب اللغة؛ وبالتالي لن تستطيع اكتساب اللغة ولن تستخدمها بالتحدث او الكتابة.
بمعنى آخر، المصفى الانفعالي يمثل حاجزًا يمنعك من التحدث.
والعكس صحيح أيضًا، إذا كانت ثقتك بنفسك عالية، وغير متوتر، ولديك دافع قوي لتعلم اللغة، فستكتسب اللغة بسهولة أكبر.
لذلك، لا يكفي أن تكون المدخلات مفهومة فحسب، بل يجب أن تكون حالتك النفسية أيضًا جيدة.
نقد فرضية المصفى الانفعالي
- انتقد بعض الباحثين فرضية المصفى الانفعالي ومنهم الباحث (قريق). حيث أجرى دراسة على سيدة صينية أتقنت اللغة الإنجليزية بطلاقة مثل المتحدثين الأصليين، ولكنها لم تستطع تعلم قاعدة المفرد الثالث.
فكيف يمكن للمصفى الانفعالي أن يسمح لها بتعلم كل القواعد إلا هذه القاعدة؟ لكن كراشن لم يرد على هذا الانتقاد.
ختامًا، كما رأينا فإن فرضيات كراشن قدمت إطارًا قيّمًا لفهم اكتساب اللغة الثانية بفعالية. وتتلخص هذه الفرضيات الخمس في: فرضية التدرج الطبيعي، وفرضية المدخلات، وفرضية المراقب، وفرضية المصفى الانفعالي، وفرضية التعلم والاكتساب.
وبصفتك متعلمًا بالغًا، يمكنك تطبيق هذه الفرضيات الخمس بالطريقة التي شرحناها لتحقيق أقصى استفادة من تجربتك التعليمية.
وعلى الرغم “من أن فرضيات كراشن، قد أثبتت جدواها في العديد من الحالات، إلا أنها ليست بلا نقاد .فالعديد من الباحثين أشاروا إلى أن غالبية الأشخاص الذين اكتسبوا اللغات، بدأوا كمتعلمين، ثم تحولوا إلى مكتسبين يمتلكون كفايات لغوية عالية. وعلى الجانب الآخر، نجد أن هناك العديد من الأفراد الذين تلقوا لغاتهم الثانية في بيئتها الطبيعية ولم يكتسبوها اكتسابًا حقيقيًا”.
وبالتالي، يمكن القول إن اكتساب اللغة عملية متعددة الأبعاد تشمل التعلم النشط والتعرض المستمر للغة في سياقات مفهومة وداعمة نفسيًا. حيث يجب عليك أن تسعى لتحقيق توازن بين دراسة القواعد والقراءة التي هي من أهم طرق الاكتساب. بالإضافة إلى خلق بيئة نفسية داعمة تعزز من ثقتك بنفسك وتقلل من التوتر.
وتذكر أن الصبر والاستمرار هما مفتاح النجاح في اكتساب أي لغة. وأن الفهم العميق للمفاهيم والنظريات يمكن أن يساعدك على تحسين مهاراتك لتعلم اللغة الإنجليزية.
المراجع:
تمت الترجمة من المصادر التالية:
Monitoring the ‘Monitor’: A Critique Krashen’s Five Hypotheses
Second Language Acquisition, Stephen Krashen
http://etheses.uin-malang.ac.id/8932/1/09150072.pdf